حوار مع رجل غريب

-
الرجل : أزيك يا محمد


-
محمد
: من أنت ؟


-
الرجل
: صديق .


-
محمد
: وكيف علمت بأسمى


-
الرجل
: أنا اعلم الكثير , لا تشغل عقلك عن هذا .


-
محمد
: موافق


-
الرجل
: قول لي , ما الذي يزعجك .


-
محمد
: ما الذي تقصده , لا شئ يزعجني .


-
الرجل
: من الذي تريد أن تخدعه , لي فترة وأنا أتابعك .


-
محمد
: لقد بدأت اشعر بالحيرة .


-
الرجل
: ليس هناك سبب لان تشعر بالحيرة .


-
الرجل
: فقط اخبرني عما يزعجك , الم اقل لك باني صديق .


-
محمد
: نعم قلت لي بأنك صديق وقلت لي أيضا بأنك تعلم الكثير .


-
نعم
اعلم , ولكن أفضل بأن تتكلم .


-
محمد
: وأنا بشرب العصير وقع منة على بنطلوني .


-
الرجل
: حقاَ ؟ عليك انك تفكر بعمق اكثر حتى نتشارك في شئ أكثر خصوصية


-
محمد
: ادخل في الموضوع , وضح لي اكتر .


-
الرجل
: اترك نفسك , وتحدُث مع عقلك .


-
محمد
: وما الذي يجعلك تهتم .


-
الرجل
: أنا لست بحاجة إلى سبب , فقط افعل .


-
محمد
: هناك سؤال يهاجمني كل مل اختليت بعقلي .


-
محمد
: لماذا أنا هنا ؟ لماذا خلقني الله ؟


-
محمد
: اعلم أن لكل شئ حكمة عند الحكيم , كما اعلم أن الله أجاب على سؤالي هذا في كتابة
" القران " عندما قال : " وَمَا
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " .


-
الرجل : أراك تعلم
الكثير , إذا ما الذي يجعلك في حيرة ؟


-
محمد
: أن عقلي لم يتوقف عند هذه النقطة .


-
محمد
: بما أن الحكمة من وجود الإنسان على الأرض هو العبادة ,أذاَ فلماذا خلق الإنسان
بعقل , لماذا لن نخلق مثل الملائكة على فطرت الطاعة ؟


-
الرجل
: الإنسان مخلوق مكرم من الله ,اعطاة الكثير من صفاته ولكن بالقدر الأقل من الضئيل
الذي يتناسب والإنسان , فمن الممكن ان يكون الإنسان كريم , حكيم , عادل أو عظيم
... الخ , ولله المثل الأعلى وليس كمثله شئ .


-
محمد
: وكأنك تريد أن تقول لي أن الإنسان مكرم من الله عن باقي المخلوقات فعلية أن يقد
م شئ بأختيارة .


-
محمد
: ولكن ما الذي يستطيع الإنسان أن يقدمه لمالك الملك الذي يدرك كل شئ ولا يدركه شئ
؟


-
الرجل
: الشئ الذي يجب على الإنسان أن يفعله حتى يكون أهل لهذا التكريم هو أن يعرف الله
دون أن يراه أو يسمعه , وان يطيعه مثل باقي المخلوقات المسيرة ولكن باختياره .


-
محمد
: تحدثني هكذا وكأنة بالأمر السهل أن اعرف الله وأطيعه !


-
الرجل
: نعم أنة بالأمر السهل أن تعرف الله , فقد سهل الله عليك تلك المهمة واثبت لك
وجودة وقدرته في عدد لا يحصى من النعم أولها العقل .


-
محمد
: ولكن أن تطيعه هذا الذي ليس يسهلا , فقد خلق الله داخل الإنسان الكثير من
الشهوات , منها ما أحلة ومنها ما حرمها عليك , ولكنها في النهاية جزء لا يتجزأ منك
, دائماَ ينتظر أن يعمل بالإضافة إلى أن كل شئ حولي يجعل هذه الشهوات تشتعل وتكون في
أقصى درجات الاستعداد للانطلاق .


-
فكيف
على أن أتحكم ؟


-
الرحل
: أراك سائراّ بعض الشئ , دائماّ ياتى التفكير بالنتائج الايجابية ولكن الانفعال
دائماّ يأتي بالأفكار السلبية .


-
محمد
: أنت الذي طلبت منى أن أتكلم , فلا تطلب منى أن اهدأ ألان .


-
محمد
: هل تستطيع أن تقول لي لماذا كل هذا ؟ أريد أن أطيعة وباختياري ولكن دائماَ أجد
ما يقف تجاه هذا وبكل شراسة من شهوات وهواجس شيطانية وأناس آخرين مثلى ,


-
اشعر
وكأن كل شئ خلق يحاول دائماّ ابعادى .


-
محمد
: هل تستطيع أن تقول لي لماذا خلقت الدنيا بمنطق القوة ؟


-
محمد
: لماذا لابد أن يسيطر القوى على من هم اضعف منة ؟


-
محمد
: أرى هذا حتى في باقي المخلوقات الآخرة , وهذا هو اكبر دليل على أنة ليس الإنسان
ولكنها قانون الطبيعة , وان كنت أريد أن أكون الاقوة فلابد وأن اقتل أيا كانت دوافعي
, في سبيل الله أو إن كانت حتى هي سطوة
الشيطان .


-
محمد
: لماذا أعطى الله الإنسان العلم واعطاة القدرة على استخدامه في الدمار ؟


-
محمد
: لماذا خلق الله عز وجل كل شئ على الأرض لأجلى ومع ذلك لم يشعرني بالضعف , مع أن
الله سخر كل شئ في هذه الأرض لي مع أنها اقوي منى بكثير ؟


-
محمد
: أليس هذا بكافي على أن يضل كثير من الناس السطحيون , أليس هذا بكافي على أن
يشعرون بأنهم هم ملوك هذه الأرض وليس الله ؟ كلما اوتو من علم يروضون بة الطبيعة والأشياء
ذهبوا بعقولهم وكأنهم هم صناع هذا العلم وليس إن الله من صنعة واعطاة للإنسان الذي
يبحث عنة أيا كانت هويته .


-
لماذا
دائماَ تأتى المعصية في بدايتها مبهرة وبها لذة رغم أنها في النهاية تدمر صاحبها
وتكون سبب في شقائه والأمثلة كثيرة ؟


-
لماذا
كل إنسان خلق من أول ادم حتى أخر إنسان سيولد لابد وان يكون قد مر بمحنة فى حياته
؟


-
لماذا
أنا هنا ؟


-
الرجل
: سأجاوبك عن كل تساؤلاتك السائرة يا محمد .


-
الرجل
: الم تؤمن بوجود الله ؟


-
محمد
: نعم أومن بة وعلى يقين .


-
الرجل
: الم تؤمن بان الله يحب الإنسان الذي كرمة عن كل المخلوقات وسخر له الأرض ؟


-
محمد
: ماذا تريد أن تقول , أرجوك أن تختصر .


-
الرجل
: أنها الإجابة الأولى , هذه كلها اختبارات حتى يعلم الله من هو أهل بالتكريم
المبالغ فيه كل المبالغة عن من هو لا يستحق .


-
الرجل
: تحدثت عن المحن , هناك شئ عجيب في هذا الأمر .


-
الرجل
: تجد الإنسان القريب إلى ربة قد ضاقت بة الدنيا ولكن تجده في أكثر لحظاته السعيدة
فقط وفقط لأنة يشعر بان الله معه .وتزداد المحنة أكثر ويزداد الاختبار صعوبة
ويزداد العبد سعادة , سبحان الله حقاّ عن هذه العلاقة بين العبد الطائع وربة, وعلى
الجانب الأخر تجد بعض الناس الذين هم في غاية القوة والسلطة والجمال ولكن لا يوجد
الله فى حساباتهم تجدهم تائهين رغم أنهم يعرفون الكثير عن أسرار الأرض , تجدهم غير
سعداء رغم أنهم يمتلكون الكثير من أسباب العادة والأمثلة كثير كما قلت أنت من قبل
.


-
الرجل
: عليك يا صديقي أن تحاول إنهاء الاختبار بأمان .


-
الرجل
: ولكن ليس هذا معناه أن تتجاهل الدنيا .


-
الرجل
: عليك أن تبحث عن العلم ولكن لتعمر بة الأرض وليس لتدمر من هم اضعف منك .


-
الرجل
: عليك أن تبحث عن المال ولكن لا تجعله غاية , تبحث عنة لتنفقه فيما يحب الله ,
تبحث عنة لتشبع بة رغباك ولكن التي أحلها الله لك .


-
الرجل
: تسعى وراء السلطة ولكن لتكف بها ايدى العصا وتحمى بها نفسك من أن يوقعون بك
للمعصية , لذلك خلقت الدنيا بمنطق القوة حتى تكون أنت أقوة من العاصي فتفرض علية
قانونك لا يفرض هو عليك قانونه .


-
الرجل
: اتفق معك أن خلق الله الكثير من الشهوات , ولكن كلها وأقول كلها تستطيع أن
تستمتع بها ايجابياّ أو سلبياّ حسب اختيارك الذي وهبك الله اياة .

عليك أن تصبر على كل ذلك لتكون أهل بنعمة الله
الحقيقية وهى الجنة يا من فضلك الله بى عن كل المخلوقات ..

بكى بورد : محمد البرادعى .

رائع وإلى الأمام

بلوحة مفاتيح: احمد السيد