بين الواقع والخيال

انظر إلية
يسير على قدميه المتعبتان في ذلك الطريق الطويل الذي لا يعلم ما هو اخرة وما الذى ينتظره
بعد خطوة او خطوتان من مكانة هذا ولكنة يسير .


الطريق خالي
من البشر , بلا روح , حتى الأشجار بلا أوراق
مجرد أخشاب طويلة رمادية اللون .


لا توجد
نسمات , حتى الطيور هاجرت من جفاء المكان , لا يوجد سواه وقدماه المتعبتان وطريقة الضبابي
.


وأخيرا وجد
مكان بة قليلاَ من الظل بالكاد يستوعب جسده المرهق .


قرر أن
يستريح قليلاَ حتى يستطيع استكمال السير


جلس تحت
الشجرة ممددا قدماه إمامة وغالقاَ جفون عيناه الثقيلتان .


وتفاجأ :
ما هذا المكان البديع ؟ ومتى أثمرت الأشجار ؟ وما هذه النسمات التي تكاد تسكرني ؟


ما هذه الرائحة
العطرة التي تفوح من تلك الورود الجميلة النضرة ؟ ما هذه الألحان التي تعزفها
الطيور في هدوء واطمئنان شديد ؟


حتى ظهرت له
سيدة عجوز جميلة , وجهها الذي يظهر علية الزمن , كل معاني الأمومة تجسدت في هذا الوجه
من احتواء وحنان وعطاء .


سألها : من
أنت يا أمي , وأين أنا ؟


جاوبتة
مبتسمة : أنا قدرك وأنت هنا في حلمك .


سألته
السيدة فما هو حلمك , تمنا فكا شيء هنا مباح ولكن انتبه فهذا المكان يكشف ما
بداخلك , هنا تستطيع ان تعرف من أنت من الناس وما هي طبيعتك وما هو لون قلبك


أجابها بكل
سرعة وتلقائية وبدون تفكير : كل ما ابحث عنة هو الإبداع , قبل أن أتى إلى هنا كنت في
مكان ماتت فيه الأفكار , وقتلت فيه الأحاسيس بمعاني الجمال , كان مكان ضبابي الشكل
بلا ملامح .


قالت له
السيدة : سأساعدك يا بني , فأنت تنقصك الروح
حتى تستطيع إن تتذوق الجمال


قال لها : وأين
أجدها يا امى


قالت له سأساعدك
ولكن عليك بعد ذلك استكمال الطريق وحدك


انظر إلى
هناك فهل ترى شيء فريد لا يوجد مثله فى هذا المكان


فنظر : أتقصدين
الأشجار يا امى ولكن الأشجار يوجد منها الكثير ,
هنا أنها ليست فريدة


قالت لة :
لا تحقق جيدا فان م تبحث عنة بدايته من هناك


هل تقصدين
الطيور ذات الألوان البديعة ولكنها أيضا كثيرة هنا


قالت لة :
اجعل عيناك أكثر عمقا وأنت تنظر هناك


اخذ يتأمل
المكان حتى غابت عنة أصوات الطيور وعطر الأزهار وحتى السيدة العجوز الجميلة , حتى
وجد فتاة فى غاية الرقة والجمال ترتدي فستان ابيض تضع على شعرها وردة الياسمين .


ولكنها على
ما يبدو تبحث عن شيء مفقود .




تستكمل :



بكى بورد : محمد البرادعى .

جميل وإلى الأمام السعيد

ننتظر منك المزيد والمزيد

بلوحة مفاتيح: احمد السيد