شاب يروى تفاصيل ٢٠ عاما من إدمان الهيروين: سرقت ذهب أمى وأخواتى وبعت ممتلكاتى لأشترى المخدر.. والقصة بدات بزجاجة «بيرة»
٢٦/ ١٢/ ٢٠٠٩
لحظة واحدة دائما ما يتذكرها.. وتطارده فى أحلام اليقظة والنوم.. تلك هى اللحظة التى يكلم فيها ربه ويطالبه بشىء من اثنين لا ثالث لهما.. «الموت أو الشفاء».. هكذا كانت الدقائق والساعات والأيام تمر على «عاطف» هذا الشاب الذى أدمن الهيروين لمدة٢٠عاماً تقريبا.. كلما جاءت إليه- اللحظات-أعادت إلى ذهنه مشواراً طويلاً بدأ بزجاجة « بيرة» ومر «ببانجو وحشيش» وأناس يطاردونه لاسترداد ما سرقه منهم وقضايا فى انتظاره.. وانتهى بإدمان الهيروين، ٣ صدمات تعرض لها الشاب جعلته يبدأ رحلة العلاج.. دموع والدته وأخواته البنات داخل المستشفى كانت هى الأقوى.
عمره لم يكن يتجاوز الـ«١٢ عاماً».. من أسرة محافظة.. والداه كانا على قناعة دائمة بحسن أخلاقه.. لدرجة جعلتهما لا يشكا فيه للحظة واحدة.. لم يدرك قيمة الثقة التى منحها أبواه له.. فى ليلة كانت شديدة البرودة.. خرج مع عدد من أصدقاء السوء.. شاهدهم يحتسون زجاجات البيرة.. ومد أحدهم يده له بزجاجة قائلا «جرب.. اشرب زجاجة.. هتشعر بالدفء».. لم يعرف عاطف إلى الآن كيف مد يده وأمسك بالزجاجة ووضعها على شفاه.. احتسى منها رشفة.. فى البداية رد الزجاجة مسرعاً.. ولكن لحظات وعاد والتقطها وشربها حتى آخر نقطة.. تلك كانت بداية الطريق الأسود.
تكرر اللقاء بين عاطف وأصدقاء السوء.. وأصبحت السجائر الملفوفة بالبانجو والحشيش شىء أساسى فى اللقاء.. ومن بعدها السرنجات وإدمان الهيروين.. مرت السنوات.. ولا أحد يعلم فى المنزل الهادئ شيئًا عن الكارثة التى ألمت بابنهم.. صحيح يلاحظون تغيراً فى ملامح الوجه وتأخرًا فى العودة.. ولكن ثقتهم فيه لم تكن قليلة.
انقلبت حياة الشاب.. ليله أصبح نهاره.. يستيقظ فى منتصف النهار.. دون أن يتحدث مع أحد من أفراد الأسرة يرتدى ملابسه ويخرج إلى الشارع.. وعندما تسأله الأم عن عمله.. فيرد بعينين مكسورتين تدلان على كذبه «أنا أعمل فى شركة خاصة».. يلقى تلك الكلمات وهو يجرى إلى الشارع.. يقضى الساعات بين أصدقاء السوء يحتسى المشروبات المغيبة للوعى.. ويدخن السجائر الملفوفة.. ويتعاطى المخدرات.. ويأخذ حقنة الهيروين، يعود فاقداً الوعى يصعد سلالم المنزل زاحفا.. يفتح باب الشقة وكأنه لصاً يبحث عن فريسته.
استيقظت شقيقته فى إحدى الليالى وجدته يسرق من مال والدته.. لم تعرف ماذا تفعل؟.. تبلغ والدتها بما حدث أم تتستر عليه لعلها مرة ولن تتكرر؟.. حفاظاً على أخيها ومشاعر والدتها، اكتفت الأخت بلفت نظر أخيها أنها علمت بما فعله، لم تكن تلك هى المرة الأخيرة التى مد فيها الشاب يده على أموال الأسرة.. من مال ومشغولات ذهبية وغيره مما يباع ويشترى.. ولم يسلم منه الأقارب والأصدقاء.. نصب عليهم وحصل منهم على المال ليشترى المخدر.. حتى محل عمله كان فريسة له.. سرق ما به من أموال.. وأصبح مطارداً من الجميع.. وعلمت الأسرة بما به الابن من كارثة.. حاولوا الوقوف إلى جواره وإقناعه بالإقلاع عن الهيروين والحقن المخدرة.. إلا أنها كانت قد تمكنت منه.. وأصبح هو الشاب فريسة للإدمان.
اضطر الشاب إلى أن يترك عمله ومنزله بعدما تكاثرت القضايا المقامة ضده من ضحاياه.. كان من الطبيعى أن يلجأ إلى الأصدقاء أنفسهم الذين أدخلوه إلى بحر الظلمات.. فى شقة بالإسكندرية كان المقر الجديد لتعاطى الحقن.. فتيات يخرجن إلى الشوارع فى الليل يجمعن المال والمواد المخدرة وحقن الهيروين.. ويعدن فى نهاية الليل لشباب فى انتظارهن ليتعاطوا الهيروين، والأسرة تتجرع العذاب بعيداً عنه.. يحاولون السؤال عنه أو الاتصال به للاطمئنان عليه.. فيرد عليهم بجملة واحدة «اعتبرونى موت ومش عاوز حد يسأل على».
لكى تشعر بهذا المشهد الأليم.. لابد أن تضع نفسك مكان أحد أفراد تلك الأسرة.. تخيل كيف ستكون حياتك.. كيف ستكون الأيام.. وكيف ستكون الأحلام.
هناك فى الشقة التى أصبحت ملاذاً للمتعاطين والمدمنين كادت حياة الشاب أن تعود إلى خالقها بعد تعاطيه جرعة زائدة من الحقن المخدرة «هيروين».. فقد الوعى وارتمى على الأرض.. مشهد أقرب إلى الأفلام السينمائية.. الاختلاف الوحيد هو أن فى السينما يكون المشهد الذى يليه هو التخلص منه حتى ولو كان لايزال حيا بدفنه فى الصحراء أو إلقائه فى المياه.. إلا أن المشهد هنا كان مختلفا.
وقبل أن يحكى «عاطف» ما حدث له نظر إلى زميلى المصور «محمد معروف» الذى أمطره بالتصوير فى بداية الحوار.. فوجده أنزل الكاميرا وبدى شديد التركيز لما سيقوله.. فقال له «عاطف»: «لا تستغرب.. أنا أيامى كانت عذاب».
وأكمل «عاطف» قصته.. أحد المتعاطين حمله إلى أحد المستشفيات.. ساعات طويلة بذلها الأطباء داخل المستشفى لانقاذ الشاب ومرت بسلام.. استقرت الحالة الصحية.. وألزمه الأطباء سرير المرض.. ولكنه ظل فاقدا للوعى لساعات طويلة.. لم يعتقد أن الصدمة الأولى فى انتظاره إلى جوار السرير.. مشهد مأساوى.. الأم وإخوته البنات يصطففن إلى جوار السرير.. دموعهن لم تتوقف للحظة واحدة.
الأم تنظر إلى السماء وترفع يدها لعل الله يستجيب لدعائها.. النظرة الأولى له كانت فى عين الأم.. لم تتحمل ذلك المشهد.. أدار وجهه.. جلست الأم إلى أمامه. مسحت على وجهه.. ألقت عليه كلمات نزلت عليه كأنها سيف يقطع فى جسده.. «يا ابنى.. لم يعد أمامى فى الحياة سوى أيام قليلة.. قضيت أيامى فى راحة.. لم أعرف الزل والألم إلا معك.. لو عايز تستمر فى تعذيبى فسأعتبرك فعلا قد مت كما قلت من قبل».
غادرت الأم والأخوات المستشفى.. وتركت كلمات فى رأسه لعلها تنجح فى إعادة الابن إلى الحياة.. بكى الابن لأيام طويلة.. وبعدها طلب والدته.. حضرت إليه ارتمى فى حضنها وطلب منها أن تساعده حتى يتغلب على الإدمان.. حاول كثيراً التوقف ولكنه كان يعود من جديد.. فالتوقف ليس سهلاً.. «الدكتور عاطف شريف- إخصائى الإقلاع عن الإدمان» كان نقطة تحول فى حياة عاطف.. أخذه إلى عيادته الهادئة فى وادى النطرون.. وكانت تلك بداية رحلة البحث عن الحياة من جديد.. انتهت الرحلة بنجاح.. إرادة قوة وحب للحياة وللآخرين.. أهم عوامل الإقلاع..
هكذا قال «عاطف « الذى خرج من الإدمان بعد ٢٠ عاماً تقريبا.. قالها لنا ومازالا يقولها لآلاف من الشباب المدمنين الذين يلف عليهم ويذهب إلى منازلهم ليساعدهم على الإقلاع. بعد أن كان ضحية.. تحول إلى وسيلة للعودة من جديد، سألناه لماذا أصر على مساعدة المدمنين.. فرد: اللى مر بالعذاب اللى شفته فى دنيتى.. لازم يحس بالآخرين.. والمثل بيقول.. اسأل مجرب ومتسألش طبيب.. أنا شفت الموت والذل والعذاب.. عارف يعنى إيه يكتشف أمن الشركة اللى بتشتغل فيها إنك سرقت الفلوس منها ويحبسوك فى غرفة.. ويتدخل البعض ويستعطفون المدير بتركك بعد الفشل فى سرقة شىء.. وكمان عارف يعنى إيه.. تنصب على أقرب الناس إليك وجيرانك وأصدقائك.. وتسرق ذهب أمك وأخواتك علشان تشرب وتتعاطى الهيروين».
سألته.. كيف تكون الحياة بعد٢٠ عاماً من إدمان الهيروين؟.. فرد: تزوجت وأنجبت طفلاً جميلاً.. سأفعل كل ما فى وسعى لأحميه من سموم المخدرات.. والمثير أن كثيراً من الناس الذين سرقتهم تنازلوا عن القضايا التى أقاموها ضدى مراعاة لظروفى.. وأعمل لمساعدة الشباب على الإقلاع.. أذهب إلى منازلهم وأحاول أن أقنعهم.. البعض أجد عنده القبول.. وآخرون يعجزون عن الإمساك فى أول الخيط.. الآن أرى ما كانت تشعر به أمى وقت أن كنت مدمناً.. عندما أدخل منزل أحد الشباب المدمنين.. وأجلس مع والدته وتحكى لى والدموع تنهمر من عينيها.. أتذكر وقت أن كنت سبباً فى دموع أمى.. فأبذل كل ما فى وسعى لمساعدة هذا الشاب.. تلك هى الجرعة التى أتعاطاها قبل أن أجلس مع الشاب المدمن.
أحاول أن أحببه فى الحياة.. وأجعله يرى ما يفعله فى أسرته.. أرسم له طريقاً به أمل حتى يسير فيه. أطلب منه أن يحب ويتزوج ويعمل كى يكون إنساناً.. فيرد الشاب علىّ أتزوج كيف؟.. من الفتاة التى تقبل أن تتزوج من مدمن؟.. أحكى له قصتى.. صحيح كثيراً من العائلات رفضونى بعد أن عرفوا أننى كنت مدمناً.. ولكن فى النهاية وجدت من وقفت إلى جوارى وساعدتنى على الحياة.
٢٦/ ١٢/ ٢٠٠٩
لحظة واحدة دائما ما يتذكرها.. وتطارده فى أحلام اليقظة والنوم.. تلك هى اللحظة التى يكلم فيها ربه ويطالبه بشىء من اثنين لا ثالث لهما.. «الموت أو الشفاء».. هكذا كانت الدقائق والساعات والأيام تمر على «عاطف» هذا الشاب الذى أدمن الهيروين لمدة٢٠عاماً تقريبا.. كلما جاءت إليه- اللحظات-أعادت إلى ذهنه مشواراً طويلاً بدأ بزجاجة « بيرة» ومر «ببانجو وحشيش» وأناس يطاردونه لاسترداد ما سرقه منهم وقضايا فى انتظاره.. وانتهى بإدمان الهيروين، ٣ صدمات تعرض لها الشاب جعلته يبدأ رحلة العلاج.. دموع والدته وأخواته البنات داخل المستشفى كانت هى الأقوى.
عمره لم يكن يتجاوز الـ«١٢ عاماً».. من أسرة محافظة.. والداه كانا على قناعة دائمة بحسن أخلاقه.. لدرجة جعلتهما لا يشكا فيه للحظة واحدة.. لم يدرك قيمة الثقة التى منحها أبواه له.. فى ليلة كانت شديدة البرودة.. خرج مع عدد من أصدقاء السوء.. شاهدهم يحتسون زجاجات البيرة.. ومد أحدهم يده له بزجاجة قائلا «جرب.. اشرب زجاجة.. هتشعر بالدفء».. لم يعرف عاطف إلى الآن كيف مد يده وأمسك بالزجاجة ووضعها على شفاه.. احتسى منها رشفة.. فى البداية رد الزجاجة مسرعاً.. ولكن لحظات وعاد والتقطها وشربها حتى آخر نقطة.. تلك كانت بداية الطريق الأسود.
تكرر اللقاء بين عاطف وأصدقاء السوء.. وأصبحت السجائر الملفوفة بالبانجو والحشيش شىء أساسى فى اللقاء.. ومن بعدها السرنجات وإدمان الهيروين.. مرت السنوات.. ولا أحد يعلم فى المنزل الهادئ شيئًا عن الكارثة التى ألمت بابنهم.. صحيح يلاحظون تغيراً فى ملامح الوجه وتأخرًا فى العودة.. ولكن ثقتهم فيه لم تكن قليلة.
انقلبت حياة الشاب.. ليله أصبح نهاره.. يستيقظ فى منتصف النهار.. دون أن يتحدث مع أحد من أفراد الأسرة يرتدى ملابسه ويخرج إلى الشارع.. وعندما تسأله الأم عن عمله.. فيرد بعينين مكسورتين تدلان على كذبه «أنا أعمل فى شركة خاصة».. يلقى تلك الكلمات وهو يجرى إلى الشارع.. يقضى الساعات بين أصدقاء السوء يحتسى المشروبات المغيبة للوعى.. ويدخن السجائر الملفوفة.. ويتعاطى المخدرات.. ويأخذ حقنة الهيروين، يعود فاقداً الوعى يصعد سلالم المنزل زاحفا.. يفتح باب الشقة وكأنه لصاً يبحث عن فريسته.
استيقظت شقيقته فى إحدى الليالى وجدته يسرق من مال والدته.. لم تعرف ماذا تفعل؟.. تبلغ والدتها بما حدث أم تتستر عليه لعلها مرة ولن تتكرر؟.. حفاظاً على أخيها ومشاعر والدتها، اكتفت الأخت بلفت نظر أخيها أنها علمت بما فعله، لم تكن تلك هى المرة الأخيرة التى مد فيها الشاب يده على أموال الأسرة.. من مال ومشغولات ذهبية وغيره مما يباع ويشترى.. ولم يسلم منه الأقارب والأصدقاء.. نصب عليهم وحصل منهم على المال ليشترى المخدر.. حتى محل عمله كان فريسة له.. سرق ما به من أموال.. وأصبح مطارداً من الجميع.. وعلمت الأسرة بما به الابن من كارثة.. حاولوا الوقوف إلى جواره وإقناعه بالإقلاع عن الهيروين والحقن المخدرة.. إلا أنها كانت قد تمكنت منه.. وأصبح هو الشاب فريسة للإدمان.
اضطر الشاب إلى أن يترك عمله ومنزله بعدما تكاثرت القضايا المقامة ضده من ضحاياه.. كان من الطبيعى أن يلجأ إلى الأصدقاء أنفسهم الذين أدخلوه إلى بحر الظلمات.. فى شقة بالإسكندرية كان المقر الجديد لتعاطى الحقن.. فتيات يخرجن إلى الشوارع فى الليل يجمعن المال والمواد المخدرة وحقن الهيروين.. ويعدن فى نهاية الليل لشباب فى انتظارهن ليتعاطوا الهيروين، والأسرة تتجرع العذاب بعيداً عنه.. يحاولون السؤال عنه أو الاتصال به للاطمئنان عليه.. فيرد عليهم بجملة واحدة «اعتبرونى موت ومش عاوز حد يسأل على».
لكى تشعر بهذا المشهد الأليم.. لابد أن تضع نفسك مكان أحد أفراد تلك الأسرة.. تخيل كيف ستكون حياتك.. كيف ستكون الأيام.. وكيف ستكون الأحلام.
هناك فى الشقة التى أصبحت ملاذاً للمتعاطين والمدمنين كادت حياة الشاب أن تعود إلى خالقها بعد تعاطيه جرعة زائدة من الحقن المخدرة «هيروين».. فقد الوعى وارتمى على الأرض.. مشهد أقرب إلى الأفلام السينمائية.. الاختلاف الوحيد هو أن فى السينما يكون المشهد الذى يليه هو التخلص منه حتى ولو كان لايزال حيا بدفنه فى الصحراء أو إلقائه فى المياه.. إلا أن المشهد هنا كان مختلفا.
وقبل أن يحكى «عاطف» ما حدث له نظر إلى زميلى المصور «محمد معروف» الذى أمطره بالتصوير فى بداية الحوار.. فوجده أنزل الكاميرا وبدى شديد التركيز لما سيقوله.. فقال له «عاطف»: «لا تستغرب.. أنا أيامى كانت عذاب».
وأكمل «عاطف» قصته.. أحد المتعاطين حمله إلى أحد المستشفيات.. ساعات طويلة بذلها الأطباء داخل المستشفى لانقاذ الشاب ومرت بسلام.. استقرت الحالة الصحية.. وألزمه الأطباء سرير المرض.. ولكنه ظل فاقدا للوعى لساعات طويلة.. لم يعتقد أن الصدمة الأولى فى انتظاره إلى جوار السرير.. مشهد مأساوى.. الأم وإخوته البنات يصطففن إلى جوار السرير.. دموعهن لم تتوقف للحظة واحدة.
الأم تنظر إلى السماء وترفع يدها لعل الله يستجيب لدعائها.. النظرة الأولى له كانت فى عين الأم.. لم تتحمل ذلك المشهد.. أدار وجهه.. جلست الأم إلى أمامه. مسحت على وجهه.. ألقت عليه كلمات نزلت عليه كأنها سيف يقطع فى جسده.. «يا ابنى.. لم يعد أمامى فى الحياة سوى أيام قليلة.. قضيت أيامى فى راحة.. لم أعرف الزل والألم إلا معك.. لو عايز تستمر فى تعذيبى فسأعتبرك فعلا قد مت كما قلت من قبل».
غادرت الأم والأخوات المستشفى.. وتركت كلمات فى رأسه لعلها تنجح فى إعادة الابن إلى الحياة.. بكى الابن لأيام طويلة.. وبعدها طلب والدته.. حضرت إليه ارتمى فى حضنها وطلب منها أن تساعده حتى يتغلب على الإدمان.. حاول كثيراً التوقف ولكنه كان يعود من جديد.. فالتوقف ليس سهلاً.. «الدكتور عاطف شريف- إخصائى الإقلاع عن الإدمان» كان نقطة تحول فى حياة عاطف.. أخذه إلى عيادته الهادئة فى وادى النطرون.. وكانت تلك بداية رحلة البحث عن الحياة من جديد.. انتهت الرحلة بنجاح.. إرادة قوة وحب للحياة وللآخرين.. أهم عوامل الإقلاع..
هكذا قال «عاطف « الذى خرج من الإدمان بعد ٢٠ عاماً تقريبا.. قالها لنا ومازالا يقولها لآلاف من الشباب المدمنين الذين يلف عليهم ويذهب إلى منازلهم ليساعدهم على الإقلاع. بعد أن كان ضحية.. تحول إلى وسيلة للعودة من جديد، سألناه لماذا أصر على مساعدة المدمنين.. فرد: اللى مر بالعذاب اللى شفته فى دنيتى.. لازم يحس بالآخرين.. والمثل بيقول.. اسأل مجرب ومتسألش طبيب.. أنا شفت الموت والذل والعذاب.. عارف يعنى إيه يكتشف أمن الشركة اللى بتشتغل فيها إنك سرقت الفلوس منها ويحبسوك فى غرفة.. ويتدخل البعض ويستعطفون المدير بتركك بعد الفشل فى سرقة شىء.. وكمان عارف يعنى إيه.. تنصب على أقرب الناس إليك وجيرانك وأصدقائك.. وتسرق ذهب أمك وأخواتك علشان تشرب وتتعاطى الهيروين».
سألته.. كيف تكون الحياة بعد٢٠ عاماً من إدمان الهيروين؟.. فرد: تزوجت وأنجبت طفلاً جميلاً.. سأفعل كل ما فى وسعى لأحميه من سموم المخدرات.. والمثير أن كثيراً من الناس الذين سرقتهم تنازلوا عن القضايا التى أقاموها ضدى مراعاة لظروفى.. وأعمل لمساعدة الشباب على الإقلاع.. أذهب إلى منازلهم وأحاول أن أقنعهم.. البعض أجد عنده القبول.. وآخرون يعجزون عن الإمساك فى أول الخيط.. الآن أرى ما كانت تشعر به أمى وقت أن كنت مدمناً.. عندما أدخل منزل أحد الشباب المدمنين.. وأجلس مع والدته وتحكى لى والدموع تنهمر من عينيها.. أتذكر وقت أن كنت سبباً فى دموع أمى.. فأبذل كل ما فى وسعى لمساعدة هذا الشاب.. تلك هى الجرعة التى أتعاطاها قبل أن أجلس مع الشاب المدمن.
أحاول أن أحببه فى الحياة.. وأجعله يرى ما يفعله فى أسرته.. أرسم له طريقاً به أمل حتى يسير فيه. أطلب منه أن يحب ويتزوج ويعمل كى يكون إنساناً.. فيرد الشاب علىّ أتزوج كيف؟.. من الفتاة التى تقبل أن تتزوج من مدمن؟.. أحكى له قصتى.. صحيح كثيراً من العائلات رفضونى بعد أن عرفوا أننى كنت مدمناً.. ولكن فى النهاية وجدت من وقفت إلى جوارى وساعدتنى على الحياة.
السبت أبريل 27, 2013 3:26 pm من طرف souTSina
» |• بالصور الرئيس الاسبق لجامعة الازهر يطالب رجال الاعمال بالاستثمار في سيناء|26|4|2013
الجمعة أبريل 26, 2013 7:09 pm من طرف souTSina
» |• بالصور وضع حجر الأساس لإقامة أول جامعة حكومية بشمال سيناء|25|4|2013
الجمعة أبريل 26, 2013 12:28 am من طرف souTSina
» |• شكاوي من حالات الانفلات الاخلاقي بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء|25|4|2013
الخميس أبريل 25, 2013 12:07 pm من طرف souTSina
» |• الاجهزة الامنية تضبط مقذوف شرق مدينة العريش|24|4|2013
الأربعاء أبريل 24, 2013 4:35 pm من طرف souTSina
» |• فريق كرة سيناوي يطلب المشاركة في الدوري الفلسطيني|23|4|2013
الثلاثاء أبريل 23, 2013 11:16 am من طرف souTSina
» |• بالصور ضبط 7 أفدنة مخدرات وأسلحة متنوعة في حملة أمنية بوسط سيناء|22|4|2013
الإثنين أبريل 22, 2013 3:55 pm من طرف souTSina
» |• الشرطة تتوصل لمعلومات ايجابية بخصوص المتهم بقتل الطالبة السورية بسيناء|21|4|2013
الأحد أبريل 21, 2013 12:53 pm من طرف souTSina
» |• وصول (٤) مدرعات شرطية متطورة لمدينة العريش|20|4|2013
السبت أبريل 20, 2013 4:43 pm من طرف souTSina
» |• الشرطة تنفي هروب المتهم بقتل الاسرة السورية بالعريش إلي غزة أو تركيا|19|4|2013
الجمعة أبريل 19, 2013 12:37 pm من طرف souTSina
» |• مقتل أسرة سورية داخل شقتها بمنطقة المساعيد بالعريش|18|4|2013
الخميس أبريل 18, 2013 2:09 pm من طرف souTSina
» |• سقوط قذائف صاروخية اطلقت من سيناء علي إيلات وإسرائيل تبحث الرد|17|4|2013
الأربعاء أبريل 17, 2013 3:22 pm من طرف souTSina
» |• بالصور ثلاثة قتلي و (١٤٤) مصاب علي الاقل في حادث مارثون بوسطن|16|4|2013
الثلاثاء أبريل 16, 2013 3:42 pm من طرف souTSina
» |• ضبط (٥٣) متهم واستعادة دراجة نارية مسروقة بسيناء|15|4|2013
الإثنين أبريل 15, 2013 5:28 pm من طرف souTSina
» |• ضبط عدد من المتهمين خلال حملة أمنية بشمال سيناء|14|4|2013
الأحد أبريل 14, 2013 3:40 pm من طرف souTSina
» |• تشغيل أول خط طيران بين العريش والقاهرة لنقل الفلسطينيين|13|4|2013
السبت أبريل 13, 2013 3:34 pm من طرف souTSina
» |• بالصور اقبال متزايد علي معرض الكتاب الاول بالعريش|12|4|2013
الجمعة أبريل 12, 2013 7:30 pm من طرف souTSina
» |• ضبط ألغام مضادة للدبابات ومتفجرات شديدة الانفجار جنوب العريش|11|4|2013
الجمعة أبريل 12, 2013 1:32 am من طرف souTSina
» |• مطار العريش الدولي يستقبل دفعة جديدة من المعتمرين الفلسطينيين|10|4|2013
الأربعاء أبريل 10, 2013 4:37 pm من طرف souTSina
» |• ضبط (٦١) قذيفة مضادة للطائرات بمدينة الحسنة بوسط سيناء|09|4|2013
الثلاثاء أبريل 09, 2013 4:35 pm من طرف souTSina
» |• بالصور ضبط قذائف صاروخية ومدفع وألغام وقنابل تابعة للقسام بسيناء|08|4|2013
الإثنين أبريل 08, 2013 4:12 pm من طرف souTSina
» |• بالصور محافظ شمال سيناء يشهد الاحتفال بيوم العطاء للمعاقين|07|4|2013
الأحد أبريل 07, 2013 3:48 pm من طرف souTSina
» |• ضبط دانات مدفعية ومعدات عسكرية بمدينة رفح الحدودية|06|4|2013
السبت أبريل 06, 2013 4:26 pm من طرف souTSina
» |• ضبط ضبط فلسطيني متسلل إلي سيناء عبر الانفاق الحدودية مع غزة|05|4|2013
الجمعة أبريل 05, 2013 9:15 pm من طرف souTSina
» |• ضبط فلسطينيان متواجدان في سيناء بصورة غير شرعية|04|4|2013
الخميس أبريل 04, 2013 7:41 pm من طرف souTSina
» |• بالصور تواصل أزمة الوقود بالشيخ زويد بسيناء ومطالبات بحل الازمة|03|4|2013
الأربعاء أبريل 03, 2013 4:35 pm من طرف souTSina
» |• تواصل أزمة المواد البترولية بمحافظة شمال سيناء|02|4|2013
الثلاثاء أبريل 02, 2013 1:31 pm من طرف souTSina
» |• بالصور رحلة مدرسية لطلاب المرحلة الابتدائية بالمراكز الشرطية بسيناء|01|4|2013
الإثنين أبريل 01, 2013 6:29 pm من طرف souTSina
» |• الحرية والعدالة يجري جولات ميدانية لحل مشاكل أهالي العريش|31|3|2013
الأحد مارس 31, 2013 5:51 pm من طرف souTSina
» |• تظاهرة سيناوية أمام منفذ رفح البري تضامنا مع الفلسطينيين|30|3|2013
السبت مارس 30, 2013 5:18 pm من طرف souTSina