كرة القدم هي الوطن والسلطة.. وكثيرًا ما يتسلل السياسيون والطغاة إليها بحثا عن شعبية ضائعة
كرة القدم..أشرف الحروب!
«تدور الكرة والعالم يدور. يعتقد بأن الشمس هي كرة
مشتعلة.. تعمل خلال النهار وتتقافز في الليل هناك في السماء.. بينما القمر
يعمل.. مع أن للعالم شكوكه في هذا الشأن، ولكن الأمر المؤكد في المقابل..
وبكل يقين.. هو أن العالم يدور حول الكرة التي تدور»
أنا ألعب.. إذاً أنا موجود!
تلك هي فلسفة الوجود التي ابتكرها فيلسوف كان جالساً يوماً ما لمتابعة مباراة رسمت وجه العالم.
وعندما تأهلت هندوراس وتشيلي إلي مونديال جنوب
أفريقيا 2010، استعادت الأولي ذاكرتها الكروية بعد غياب دام 28 عاماً،
فيما أنست بطاقة التأهل جمهور البلد الثاني مشكلة البطالة التي تعتصر
البطون الجائعة. وحين تأهلت كل من توجو وأنجولا إلي مونديال ألمانيا 2006،
أحس التوجوليون والأنجوليون بالفخر، إذ لم تعد توجو مجرد خطأ جغرافي وبقعة
صغيرة منسية علي خريطة العالم، وخرجت أنجولا من تحت عباءة صورتها النمطية
كواحدة من الدول التي اعتادت أن تأكل أبناءها علي مائدة الحرب الأهلية كل
صباح.
في استدارة كرة القدم تكمن سر السعادة: كمٌ من الأسباب التي تبرّر حياة الكثير من الناس..علي الرغم من عبثيتها.
وجزءٌ من عشقها أنها لعبة شعبية.. تنمو عادة في
الأحياء الهامشية التي تلد أفضل لاعبي العالم: بيليه الذي ولد في بيت فقير
في قرية نائية وكان في صباه ماسح أحذية.. مارادونا الذي كان قصاري حلمه أن
يصبح فنياً صناعياً.. ويوهان كرويف الذي كانت أمه تخدم في كافيتيريا نادي
أياكس. فقراء صنعوا المجد لأنفسهم وجمهورهم، الذي يتماهي عادةً مع مثله
الأعلي.
كرة القدم هي الوطن.. والسلطة هي كرة القدم. تأملوا
الرئيس الفرنسي جاك شيراك وهو يرتدي زي منتخب فرنسا في نهائي مونديال
1998.. والعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين وهو يفعل شيئاً مماثلاً
ويلوح للاعبي منتخب بلاده في نهائيات كأس أمم آسيا عام 2004.
وكثيراً ما يتسلل السياسيون والطغاة إلي ملاعب كرة
القدم بحثاً عن شعبية ضائعة.. إيطاليا فازت ببطولتي مونديالي 1934 و938ا
تحت راية موسوليني.. ونالت الأرجنتين الكأس عام 1978 في أوج عصر
الديكتاتورية العسكرية.
وفي مسرح كرة القدم يحل اللاعبون مكان الممثلين..
أدوارٌ لا ينقصها فن الارتجال.. وكلما أتقنت دورك بمهارة وأضفت إليه بعضاً
من توابل الارتجال كلما امتلكت ناصية الدهشة وارتفعت هتافات المعجبين
باسمك.
علي العشب الأخضر الممتد علي امتداد القلوب التي
تشاهد، يمثل اللاعبون برؤوسهم وأرجلهم .. وربما أيديهم مثلما فعل
الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا حين خدع الحكم التونسي علي بن ناصر
بهدفٍ أحرزه بيده في مرمي منتخب إنجلترا في مونديال المكسيك عام 1986. ثم
زعم بعد ذلك أن «يد الله» أحرزت الهدف.
يقدر الاتحاد الدولي لكرة القدم - الفيفا- عدد من
شاهدوا نهائي مونديال ألمانيا 2006 بنحو ثلاثة مليارات شخص، وهو أكبر
جمهور يجتمع لمتابعة حدثٍ ما علي امتداد تاريخ هذا الكوكب.
إنها الحب الأول لكثيرين- ممن يصرخون ويسخطون ويصفقون
علي المدرجات أو أمام شاشات التلفاز.. وهم يتابعون صعود أو سقوط أحلامهم..
ويقضمون أظفارهم أو يمسكون برؤوسهم وهم يلهثون وراء اثنين وعشرين لاعباً
يرتدون سراويل قصيرة ويلاحقون الساحرة المستديرة.. يركلونها حيناً
ويداعبونها حيناً آخر، تعبيراً عن حبهم لها وشغفهم بها.
استخدامات الكرة متعددةٌ، أحدها هو الحب العالمي.
وبالنسبة لكثيرين، يصعب تفسير مدي تأثير وقدرة كرة
القدم علي إهدائنا سر البهجة الخالصة والحماسة المتقدة، ومنح بعضنا قدراً
أفضل لحياته، وتشكيلها لبعضنا الآخر المكان المثالي الذي أمدّ وجوده بمعني
لم يعثر عليه في مكانٍ آخر.
وحتي في حال الهزيمة، تفتح لحزنك الباب، فيندفع
خارجاً من صدرك، لكنه لا ينسي قبل أن يفارقك مودعاً أن يعدك بنظرة معبرة
بأنه ربما يعود يوماً.. ومعه ملامح نصر كروي.
ومن يطالع «الأنطولوجيا» التي صدرت تحت عنوان «حقل
الرياضة» (دار الطاولة المستديرة- باريس- 2006)، سيكتشف عبر نخبة من
النصوص الشعرية والأدبية الممتعة التي تقع في نحو 400 صفحة، كيف تؤمّن
الرياضة - وخاصة كرة القدم - لصاحبها توازناً وكمالاً نادرَين مع الشعور
بالانتصار علي الذات وتخطّيها وفرصة بلوغ فضاء الحلم.
مع انتهاء مونديال عام 1994، أُطلق اسم القصير المكير
روماريو علي غالبية الأطفال الذين ولدوا في البرازيل، وبيع عشب استاد لوس
أنجلوس مجزأً في قطع صغيرة مثل البيتزا.. بعشرين دولاراً للقطعة.
ومع انتهاء مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002
زقزق في بريدي الإلكتروني عصفور رسالة من زميلة الدراسة البرازيلية آنا
تقول فيها في زهو: لقد انتصرنا!
وقبل ذلك بأربع سنوات، نامت آنا علي وسادة أحزانها
بعد أن فقد منتخب «سيليكاو» البرازيلي قدراته السحرية أمام منتخب الديوك
الزرق، حين قاد زين الدين زيدان رفاقه إلي فوز مستحق علي منتخب السامبا
بثلاثية نظيفة.
لكنها لم تنس تلك اللحظة، ولم تتمكن من مداواة جراح الهزيمة إلا عندما رفع البرازيليون الكأس بعد تلك الهزيمة بأربع سنواتٍ كاملة.
أهو جنونٌ؟ هوس؟ تجارة؟ صناعة؟ هي هذا كله
وأكثر..إنها لمعان في العيون التي تري، ولهفة في الجسد الذي يلاحق، وآهات
من القلب الذي يخفق مع كل لعبة جميلة أو هجمة خطيرة.
هناك لاعبون بارعون في التمثيل: يملكون وجه قديس..
وألاعيب شيطان.. يتقنون أسرار الضربات الخفية من وراء ظهر الحكم.. وشد شعر
أو قميص أو سروال اللاعب الخصم.. والبصق عليه وإهانته.. في حين يتأمل حامل
الراية الغيوم التي تمر في السماء، ويتحول فجأة إلي نسخةٍ مملة من عادل
إمام في مسرحية «شاهد ما شفش حاجة»!
تأملوا ما جري بين قائد منتخب فرنسا زين الدين زيدان
والمدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي في نهائي مونديال ألمانيا: الكل رأي
نطحة الرأس التي قام بها زيدان، غير أن أحداً لم يعرف إلا متأخراً جداً أن
ماتيرازي أهان زيدان وتفوه بكلماتٍ تسيء إلي أمه وشقيقته.
ومثلما يولد في ملاعب كرة القدم أبطال، ينتهي الأمر ببعضهم كضحايا.
ومن الصنف الأخير نذكر أندريز اسكوبار مدافع منتخب
كولومبيا المشارك في كأس العالم بالولايات المتحدة عام 1994، فقد ارتكب
اسكوبار جريمة لا تغتفر حين سجل هدفاً في مرماه خسرت به كولومبيا بطاقة
تأهل منتخب بلاده إلي دور الـ 16 في المونديال، ووصلت تهديدات بالقتل إلي
اللاعب، ولكنه لم يلق لها بالاً. غير أن المخاوف صارت حقيقة في 2 يوليو
1994.. ففي أثناء خروجه من حانة في ميديين، فوجيء اسكوبار بملثم يطلق عليه
12 رصاصة، وفي كل مرة كان يطلق فيها رصاصة كان يصرخ قائلاً: «هدف!». ورأي
كثيرون أن الجريمة لم تكن سوي انتقام دموي من عصابات المخدرات في كولومبيا
التي خسرت كثيراً في المراهنات بسبب هدف اسكوبار في مرمي منتخب بلاده.
لكن، لماذا تستهوي كرة القدم الرجال أكثر من النساء؟ ..ربما لأنها امرأة!
فالبرازيليون علي سبيل المثال يقولون عنها: السمينة، ويسمونها: الطفلة، ويمنحونها أسماء من نوع ماريكوتا، أوليونور، أو مارغريتا.
ويدلل البعض علي أنوثتها بالقول إنها تبدو في بعض
الأحيان كزوجة وفية.. ففي نهائي مونديال أوروجواي عام 1930 طالب كل من
المنتخبين المتنافسين اللعب بكرته الخاصة. وكان الحكم حكيماً مثل سليمان
فقرر أن يجري اللعب في الشوط الأول بكرة أرجنتينية وفي الشوط الثاني بكرة
من أوروجواي.. فكسبت الأرجنتين الشوط الأول.. واكتسحتها أوروجواي في الشوط
الثاني.
ويشير آخرون إلي جينات أخري تثبت أنوثتها..فهي قد
تبدل رأيها وهي في الهواء.. فتعاند وترفض دخول المرمي.. وتنحرف عن مسارها
دون سابق إنذار.. وفي أوقات كثيرة تكون ساخطة..ربما احتجاجاً علي هؤلاء
الرجال الذين لا يداعبونها بالرقة اللازمة ولا يسمحون لها بالنوم علي
صدورهم..وإنما يعمدون إلي لغة القوة والعنف فيركلونها بالأقدام.
وفي كتابه «مسالك المعني.. دراسة في بعض أنساق
الثقافة العربية» (دار الحوار، اللاذقية- سوريا، 2007)، يفكك الباحث
المغربي سعيد بنكراد استيهامات كرة القدم الجنسية والحربية من زاوية ضرورة
اللعب وعدم اقتصاره علي الأطفال، فاللعب تحرير لطاقة جسمية ونفسية لا يمكن
التحكم فيها بحالات الجد، وهو ما يطلق عليه أحيانًا الترويح عن النفس. كرة
القدم محاولة لتصريف مجموعة من الانفعالات بعضها آن وبعضها الآخر اجتماعي
وجمعي قديم.
ويري الباحث أن لعبة كرة القدم تعمل علي نقل العدوان
من حالته الحقيقية إلي ما يشبه البروفة، ومن هذه الإحالات ما يتعلق
بالذكورة والأنوثة ومفاهيم الارتواء الجنسي رمزياً. المشاهدة هي فعلٌ
استعراضي يؤدي فيه المشاهد دور المتلصص الذي يشبع رغباته بمشاهدة الآخرين
ينزعون ثيابهم استعداداً لممارسة فعل جنسي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال
إسقاط حالات إشباع افتراضية، فهي تستعيد بعض الطقوس البدائية التي كان
الناس يتقربون فيها من الآلهة من خلال تنظيم حفلات جنسية جماعية، ولذلك
تهتز الجماهير طرباً لتمرير الكرة بين رجلي الخصم وهو ما يسمي في المعجم
الكروي «بالقنطرة الصغيرة» ولها إيحاءات جنسية إخصائية.
وتملك كرة القدم حصانةً مذهلة في قلوب محبيها.. حصانة
هزمت قوانين ومراسيم ملكية: ففي عام 1349 ضم الملك إدوارد الثالث كرة
القدم إلي ألعاب «الحماقة التي ليست لها أي فائدة».. وهناك مراسيم ضد كرة
القدم ممهورة بتوقيع هنري الرابع في عام 1410 وهنري السادس في عام 1547..
ولكنهم كلما أمعنوا في حظرها كان الملعب يزداد امتلاءً بالجمهور العاشق.
كان ليوناردو دافنشي مشجعاً متحمساً.. ومكيافيللي
لاعباً ممارساً.. وفي عام 1930 كان ألبير كامو - المولود عام 1913-هو
القديس بطرس الذي يحرس بوابة مرمي فريق كرة القدم في جامعة الجزائر..وقد
اعتاد اللعب كحارس مرمي منذ طفولته؛ لأنه المكان الذي يكون فيه استهلاك
الحذاء أقل، إذ كان ابن أسرة فقيرة لا يملك ترف الركض في أنحاء الملعب..
وكل ليلةٍ كانت الجدة تتفحص نعل حذائه وتضربه إذا ما وجدته متآكلاً..
كان يفتوشينكو مدمناً في مراهقته علي لعب كرة
القدم..في الليل يكتب الشعر وفي النهار يلعب كرة القدم في الساحات
العمومية والأرض الخلاء، ويعود إلي البيت بسروال ممزق وركبتين داميتين.
صوت الكرة كان يبدو له أشد النغمات الموسيقية سحراً. كان دائماً يحس أن
هناك شيئاً مشتركاً بين كرة القدم والشعر.
الشاعر الفلسطيني محمود درويش قال إنه يستمتع بمشاهدة
كرة القدم ويعتبرها «أشرف الحروب».. وسبق أن كتب مقالاً عن مارادونا. أما
الروائي الأمريكي بول أوستر فقد اعتبر في مقالة قصيرة عن أبرز دروس
الألفية المنصرمة.. وترجمتها مجلة «الكرمل» أن هذه الرياضة هي «البديل عن
سفك الدماء» في الحروب الكونية.. ويدلل الكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو علي
قوة وتأثير كرة القدم فيقول في مقال له: «علي الرغم من أن المسألة سخيفة..
فإنك ستشاهد وتقدر للفور قوة كرة القدم كظاهرة اجتماعية، وذلك بأن تنظر
حولك في الملعب فقط.. بل وفي حياتك اليومية».. إنها قوة تتحول في لحظات
البطولات الحاسمة محلياً وقارياً ودولياً إلي قاطرة تسحب وراءها مختلف
فئات المجتمع.
الروائي البرازيلي باولو كويلو - المولود عام 1947-
كتب عن كرة القدم في مونديال ألمانيا.. أما المفكر الإيطالي أنطونيو
غرامشي فقد امتدح يوماً «مملكة الوفاء البشري هذه التي تُمارس في الهواء
الطلق».. كأن تلك الكرة أسمي أشكال وآمال طبقة البروليتاريا!
في أوائل عام 1994 قضي أسامة بن لادن ثلاثة أشهر في
لندن لزيارة المؤيدين والمصرفيين، وذهب لمشاهدة مباريات نادي الأرسنال
أربع مرات. وقبل أن يعود إلي السودان، اشتري لأولاده هدايا من محل الهدايا
بالنادي. وذكر بن لادن لعددٍ من معارفه أنه لم يشهد حماساً وعواطف جياشة
مثل مشاعر وعواطف مشجعي الكرة.
ويبدو أن مثل هذا التصور منتشر داخل تنظيم «القاعدة».
ففي شريط فيديو أفرجت عنه وزارة الدفاع الأمريكية، ظهر بن لادن وهو يتبادل
أطراف الحديث مع شخص آخر عن هجمات 11 سبتمبر أيلول، وتطرق الحديث إلي كرة
القدم مرتين. الأولي يتذكر فيها ما ذكره له واحد من أنصاره قبل عام من
أنه: «شاهدت في منامي أننا كنا نلعب مباراة لكرة القدم ضد الأمريكيين.
وعندما ظهر فريقنا في الملعب، كانوا كلهم من الطيارين.. وقد فازت
«القاعدة» في المباراة»!
وفي شريط الفيديو نفسه، أصاب بن لادن ورجاله عين
الحقيقة. فكرة القدم التي تعتبر في الولايات المتحدة تسلية للأطفال، تثير
في باقي أنحاء العالم عواطف ومشاعر جياشة لا تماثلها إلا مشاعر الحرب.
ربما لم يصبح بن لادن له أي ذكر في مجال كرة القدم،
فيما عدا أغنية ترددت أحياناً من مدرجات الأرسنال، تقول كلماتها: «هو
يختفي بالقرب من كابول هو يحب الأرسنال.. أسامة.. أوه أوه أوه»!
وعلي العكس من باقي الرياضات الأخري ـ بل علي العكس
من أية ظاهرة ثقافية أخري ـ فإن كرة القدم تتميز بمدلولها السياسي. فهي
تستخدم من قبل السلطات السياسية، وهي رمز للفوضي ولحكم الأقلية. وهي تؤدي
إلي انتخاب الرؤساء أو إسقاطهم، وتحدد الطريقة التي يفكر بها الناس، خيراً
أم شراً، بخصوص بلادهم.
وتحاول القيادات السياسية في كل مكان الارتباط بكرة
القدم. ففي عام 1986 اشتري سيلفيو برلسكوني وهو رجل أعمال متخصص في مجال
الإعلام ناديه المفضل ايه سي ميلان، الذي كان يكافح للتغلب علي فضيحة رشي
في عام 1979. وبحلول عام 1989 أصبح نادي ميلان ثرياً ومنظماً وبطلاً
لأوروبا. ثم أسس برلسكوني بعد ذلك حزبه السياسي الخاص «فورزا إيطاليا» وهو
شعار كروي يعني «إلي الأمام يا إيطاليا»، وأطلق علي مرشحي الحزب اسم الزرق
وهو اسم المنتخب القومي.. وفي عام 1994 انتخب رئيساً للوزراء. وفي النمسا،
حسَّن السياسي اليميني يورغ هايدر صورته برئاسة نادي كارنثن.
وفي البرازيل يرتدي السياسيون فانلات فريقهم المفضل
خلال الحملات. وفي بريطانيا حصلت مدينة هارتبول الإنجليزية علي حق انتخاب
عمدة. وفي أول انتخابات محلية رفضت المدينة مرشح حزب العمال وانتخبت بدلاً
منه تعويذة الفريق وهو رجل يرتدي ملابس علي شكل قرد ويتقدم الفريق في
مبارياته. ولكن ربما أفضل مكان لمراقبة تداخل كرة القدم والسياسة اليوم هو
الأرجنتين، التي فاز منتخبها القومي بكأس العالم مرتين، التي دخل اقتصادها
مرحلة ركود اقتصادي أسوأ من تلك التي تعرضت لها الولايات المتحدة في
الثلاثينيات.
ففي يوم ساده مناخ إنجليزي قاتم، زار المليونير
الأرجنتيني مورشيو ماكري جامعة أكسفورد البريطانية. ومثل برلسكوني في
إيطاليا، اشتري ماكري نادياً لكرة القدم يعاني من المشكلات هو بوكا
جونيورز في العاصمة بوينس أيريس، الذي أصبح لفترة من الفترات أفضل نادٍ في
أمريكا اللاتينية. ثم قرر ماكري دخول عالم السياسة، وكانت البداية
باختياره محافظاً للعاصمة بوينس أيريس..وبعد ذلك من يعلم؟
وعندما انهارت العملة الأرجنتينية، وتولي حكم البلاد
أربعة رؤساء في أسبوعين، اندلعت المظاهرت ضد السياسيين الأرجنتينيين
والنظام المصرفي وصندوق النقد الدولي. وهكذا تبلورت ظاهرة جديدة: بدأ
المتظاهرون في ارتداء فانلات المنتخب القومي الزرقاء ذات الخطوط البيضاء
وعليها عبارة «باستا» أي يكفي، مكتوبة علي الظهر. أعظم ظواهر المجد
الأرجنتيني: كرة القدم أصبحت تستخدم لإهانة المؤسسة الحاكمة وكرة القدم،
اقتباساً من التعريف الشيوعي، هي أفيون الشعوب، استخدمتها السلطات للتحكم
في الجماهير. فقد كانت تلتقط لبينيتو موسوليني العديد من الصور مع المنتخب
القومي الإيطالي لكرة القدم - أبطال العالم في عامي 1934 و1938. وتحول
المشهد التقليدي مع المنتخب القومي في شرفة قصره إلي مشهدٍ تقليدي يتكرر
في جميع أنحاء العالم.
غير أن النازيين في ألمانيا لم يتمكنوا قط من استخدام
كرة القدم لصالحهم، فقد كان يحيرهم دائماً النتائج غير المتوقعة لكرة
القدم. فبعدما خسرت ألمانيا 1-2 أمام سويسرا في عيد ميلاد هتلر عام 1941،
أصدر أوامر إلي غوبلز وزير إعلامه «بعدم تنظيم أيه مباريات رياضية عندما
تكون النتيجة محل شك». وعندما خسرت ألمانيا أمام السويد عام 1942 يتردد
أنه علق قائلاً: غادر 100 ألف الاستاد وهم يشعرون بالإحباط، وبما أن النصر
في مباراة كهذه أقرب إلي الناس من أن تغزو مدينة في الشرق، فيجب حظر مثل
هذه الأحداث لمصلحة المزاج الداخلي».
ولم يمض أكثر من شهرين حتي توقفت ألمانيا عن المشاركة في المباريات الدولية!
وعدد كبير من أفراد عائلة الرئيس الروماني سابقاً
نيكولاي تشاوشيسكو تبنوا أنديتهم الخاصة،
في حين أمر عدي نجل الرئيس
العراقي سابقاً صدام حسين بضرب وتعذيب أعضاء المنتخب القومي العراقي بعد
هزائم لحقت بالمنتخب في مباريات مهمة. أما رئيس الشرطة السرية في عهد
ستالين، لافرنتي بيريا الرئيس الشرفي لنادي دينامو موسكو، فكان يرسل لاعبي
الفرق المنافسة إلي سيبيريا. بل إن حزب العمال البريطاني في عهد هارولد
ويلسون، حمل هزيمة انجلترا المفاجئة في كأس العالم مسئولية هزيمة حزبه في
الانتخابات العامة في عام 1970 بعدها بعدة أيام.
الآن الحكام لا ينفردون دائماً باستغلال كرة القدم
لصالحهم. فمن السهل جداً أن تستخدمها الجماهير ضد الحكام، خاصةً في أماكن
قد تتضاءل فيها وسائل التعبير. فقد ذكر تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية
ظهر في عام 1999 أن «آخر مظاهر الاستياء العام تجاه الحكومة الليبية حدث
عندما اندلعت أعمال الشغب بخصوص ركلة جزاء في مباراة لكرة القدم في طرابلس
في 9 يوليو عام 1996».
في إيران تبدو كرة القدم أكثر أهمية، وقد سيطرت علي
البلاد في السنوات الأخيرة ما يطلق عليه «ثورة كروية». اندلعت الشرارة في
عام 1997، عندما هزم المنتخب الإيراني نظيره الأسترالي للتأهل لكأس العالم
1998. فقد اندفعت آلاف النساء إلي الاستاد الرياضي للمشاركة في
الاحتفالات، وفي احتفالات بالشوارع عبر البلاد، رقص الرجال والنساء في
الشوارع، وتحدت النساء تحذيرات الحكومة ومحظورات الملالي.
وبسبب كرة القدم، خاضت دول حروباً دامية.
ويتذكر العالم حرباً استمرت 100 ساعة قبل 40 سنة بين
دولتين جارتين في أمريكا الوسطي هما هندوراس والسلفادور وانتهت بكارثة:
أكثر من 4000 قتيل، معظمهم مدنيون، ومعهم 10 آلاف مشوّه و120 ألف مشرد،
ودمار مئات البيوت والمنشآت التي تزيد قيمتها اليوم علي ثمانية مليارات
دولار، وكله بسبب شرارة صغيرة من مطاط تقاذفتها الأقدام فوق عشب يوحي لونه
بالسلام.!!!!!!!
ربما تكون كرة القدم أفيون الشعوب، لكن دعونا نتذكر
الكاتب البرازيلي خورخي أمادو حين يقول: «أغبياء أولئك الذين لا يحبون كرة
القدم»!
انحيازٌ واضح من أديبٍ متمكن.
ولم لا؟ ففي نظر عشاقها فإن تلك الكرة منفوخة بالهواء الوحيد المتبقي في هذا الكون.
ولكن، ماذا عن كرة القدم في المحروسة؟
تلك بالتأكيد حكاية أخري شرحها يطول.
يارب الموضوع يعجبكم لأنى تعبت ف نقله ليكم بس بجد رائع وواقع لحياة بنعيشها لما رأيناه ف مباراتنا مع الجزائر وعلينا ان نعرف قد قامت حروب بسبب هذه اللعبة فيما سبق ذكره ف المقال فلنحذر من الاعلام ومن السياسين ودى اخرة اللى يمشى ورا حتت كورة !!!!!!!!
وفاء الحناوى
كرة القدم..أشرف الحروب!
«تدور الكرة والعالم يدور. يعتقد بأن الشمس هي كرة
مشتعلة.. تعمل خلال النهار وتتقافز في الليل هناك في السماء.. بينما القمر
يعمل.. مع أن للعالم شكوكه في هذا الشأن، ولكن الأمر المؤكد في المقابل..
وبكل يقين.. هو أن العالم يدور حول الكرة التي تدور»
أنا ألعب.. إذاً أنا موجود!
تلك هي فلسفة الوجود التي ابتكرها فيلسوف كان جالساً يوماً ما لمتابعة مباراة رسمت وجه العالم.
وعندما تأهلت هندوراس وتشيلي إلي مونديال جنوب
أفريقيا 2010، استعادت الأولي ذاكرتها الكروية بعد غياب دام 28 عاماً،
فيما أنست بطاقة التأهل جمهور البلد الثاني مشكلة البطالة التي تعتصر
البطون الجائعة. وحين تأهلت كل من توجو وأنجولا إلي مونديال ألمانيا 2006،
أحس التوجوليون والأنجوليون بالفخر، إذ لم تعد توجو مجرد خطأ جغرافي وبقعة
صغيرة منسية علي خريطة العالم، وخرجت أنجولا من تحت عباءة صورتها النمطية
كواحدة من الدول التي اعتادت أن تأكل أبناءها علي مائدة الحرب الأهلية كل
صباح.
في استدارة كرة القدم تكمن سر السعادة: كمٌ من الأسباب التي تبرّر حياة الكثير من الناس..علي الرغم من عبثيتها.
وجزءٌ من عشقها أنها لعبة شعبية.. تنمو عادة في
الأحياء الهامشية التي تلد أفضل لاعبي العالم: بيليه الذي ولد في بيت فقير
في قرية نائية وكان في صباه ماسح أحذية.. مارادونا الذي كان قصاري حلمه أن
يصبح فنياً صناعياً.. ويوهان كرويف الذي كانت أمه تخدم في كافيتيريا نادي
أياكس. فقراء صنعوا المجد لأنفسهم وجمهورهم، الذي يتماهي عادةً مع مثله
الأعلي.
كرة القدم هي الوطن.. والسلطة هي كرة القدم. تأملوا
الرئيس الفرنسي جاك شيراك وهو يرتدي زي منتخب فرنسا في نهائي مونديال
1998.. والعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين وهو يفعل شيئاً مماثلاً
ويلوح للاعبي منتخب بلاده في نهائيات كأس أمم آسيا عام 2004.
وكثيراً ما يتسلل السياسيون والطغاة إلي ملاعب كرة
القدم بحثاً عن شعبية ضائعة.. إيطاليا فازت ببطولتي مونديالي 1934 و938ا
تحت راية موسوليني.. ونالت الأرجنتين الكأس عام 1978 في أوج عصر
الديكتاتورية العسكرية.
وفي مسرح كرة القدم يحل اللاعبون مكان الممثلين..
أدوارٌ لا ينقصها فن الارتجال.. وكلما أتقنت دورك بمهارة وأضفت إليه بعضاً
من توابل الارتجال كلما امتلكت ناصية الدهشة وارتفعت هتافات المعجبين
باسمك.
علي العشب الأخضر الممتد علي امتداد القلوب التي
تشاهد، يمثل اللاعبون برؤوسهم وأرجلهم .. وربما أيديهم مثلما فعل
الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا حين خدع الحكم التونسي علي بن ناصر
بهدفٍ أحرزه بيده في مرمي منتخب إنجلترا في مونديال المكسيك عام 1986. ثم
زعم بعد ذلك أن «يد الله» أحرزت الهدف.
يقدر الاتحاد الدولي لكرة القدم - الفيفا- عدد من
شاهدوا نهائي مونديال ألمانيا 2006 بنحو ثلاثة مليارات شخص، وهو أكبر
جمهور يجتمع لمتابعة حدثٍ ما علي امتداد تاريخ هذا الكوكب.
إنها الحب الأول لكثيرين- ممن يصرخون ويسخطون ويصفقون
علي المدرجات أو أمام شاشات التلفاز.. وهم يتابعون صعود أو سقوط أحلامهم..
ويقضمون أظفارهم أو يمسكون برؤوسهم وهم يلهثون وراء اثنين وعشرين لاعباً
يرتدون سراويل قصيرة ويلاحقون الساحرة المستديرة.. يركلونها حيناً
ويداعبونها حيناً آخر، تعبيراً عن حبهم لها وشغفهم بها.
استخدامات الكرة متعددةٌ، أحدها هو الحب العالمي.
وبالنسبة لكثيرين، يصعب تفسير مدي تأثير وقدرة كرة
القدم علي إهدائنا سر البهجة الخالصة والحماسة المتقدة، ومنح بعضنا قدراً
أفضل لحياته، وتشكيلها لبعضنا الآخر المكان المثالي الذي أمدّ وجوده بمعني
لم يعثر عليه في مكانٍ آخر.
وحتي في حال الهزيمة، تفتح لحزنك الباب، فيندفع
خارجاً من صدرك، لكنه لا ينسي قبل أن يفارقك مودعاً أن يعدك بنظرة معبرة
بأنه ربما يعود يوماً.. ومعه ملامح نصر كروي.
ومن يطالع «الأنطولوجيا» التي صدرت تحت عنوان «حقل
الرياضة» (دار الطاولة المستديرة- باريس- 2006)، سيكتشف عبر نخبة من
النصوص الشعرية والأدبية الممتعة التي تقع في نحو 400 صفحة، كيف تؤمّن
الرياضة - وخاصة كرة القدم - لصاحبها توازناً وكمالاً نادرَين مع الشعور
بالانتصار علي الذات وتخطّيها وفرصة بلوغ فضاء الحلم.
مع انتهاء مونديال عام 1994، أُطلق اسم القصير المكير
روماريو علي غالبية الأطفال الذين ولدوا في البرازيل، وبيع عشب استاد لوس
أنجلوس مجزأً في قطع صغيرة مثل البيتزا.. بعشرين دولاراً للقطعة.
ومع انتهاء مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002
زقزق في بريدي الإلكتروني عصفور رسالة من زميلة الدراسة البرازيلية آنا
تقول فيها في زهو: لقد انتصرنا!
وقبل ذلك بأربع سنوات، نامت آنا علي وسادة أحزانها
بعد أن فقد منتخب «سيليكاو» البرازيلي قدراته السحرية أمام منتخب الديوك
الزرق، حين قاد زين الدين زيدان رفاقه إلي فوز مستحق علي منتخب السامبا
بثلاثية نظيفة.
لكنها لم تنس تلك اللحظة، ولم تتمكن من مداواة جراح الهزيمة إلا عندما رفع البرازيليون الكأس بعد تلك الهزيمة بأربع سنواتٍ كاملة.
أهو جنونٌ؟ هوس؟ تجارة؟ صناعة؟ هي هذا كله
وأكثر..إنها لمعان في العيون التي تري، ولهفة في الجسد الذي يلاحق، وآهات
من القلب الذي يخفق مع كل لعبة جميلة أو هجمة خطيرة.
هناك لاعبون بارعون في التمثيل: يملكون وجه قديس..
وألاعيب شيطان.. يتقنون أسرار الضربات الخفية من وراء ظهر الحكم.. وشد شعر
أو قميص أو سروال اللاعب الخصم.. والبصق عليه وإهانته.. في حين يتأمل حامل
الراية الغيوم التي تمر في السماء، ويتحول فجأة إلي نسخةٍ مملة من عادل
إمام في مسرحية «شاهد ما شفش حاجة»!
تأملوا ما جري بين قائد منتخب فرنسا زين الدين زيدان
والمدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي في نهائي مونديال ألمانيا: الكل رأي
نطحة الرأس التي قام بها زيدان، غير أن أحداً لم يعرف إلا متأخراً جداً أن
ماتيرازي أهان زيدان وتفوه بكلماتٍ تسيء إلي أمه وشقيقته.
ومثلما يولد في ملاعب كرة القدم أبطال، ينتهي الأمر ببعضهم كضحايا.
ومن الصنف الأخير نذكر أندريز اسكوبار مدافع منتخب
كولومبيا المشارك في كأس العالم بالولايات المتحدة عام 1994، فقد ارتكب
اسكوبار جريمة لا تغتفر حين سجل هدفاً في مرماه خسرت به كولومبيا بطاقة
تأهل منتخب بلاده إلي دور الـ 16 في المونديال، ووصلت تهديدات بالقتل إلي
اللاعب، ولكنه لم يلق لها بالاً. غير أن المخاوف صارت حقيقة في 2 يوليو
1994.. ففي أثناء خروجه من حانة في ميديين، فوجيء اسكوبار بملثم يطلق عليه
12 رصاصة، وفي كل مرة كان يطلق فيها رصاصة كان يصرخ قائلاً: «هدف!». ورأي
كثيرون أن الجريمة لم تكن سوي انتقام دموي من عصابات المخدرات في كولومبيا
التي خسرت كثيراً في المراهنات بسبب هدف اسكوبار في مرمي منتخب بلاده.
لكن، لماذا تستهوي كرة القدم الرجال أكثر من النساء؟ ..ربما لأنها امرأة!
فالبرازيليون علي سبيل المثال يقولون عنها: السمينة، ويسمونها: الطفلة، ويمنحونها أسماء من نوع ماريكوتا، أوليونور، أو مارغريتا.
ويدلل البعض علي أنوثتها بالقول إنها تبدو في بعض
الأحيان كزوجة وفية.. ففي نهائي مونديال أوروجواي عام 1930 طالب كل من
المنتخبين المتنافسين اللعب بكرته الخاصة. وكان الحكم حكيماً مثل سليمان
فقرر أن يجري اللعب في الشوط الأول بكرة أرجنتينية وفي الشوط الثاني بكرة
من أوروجواي.. فكسبت الأرجنتين الشوط الأول.. واكتسحتها أوروجواي في الشوط
الثاني.
ويشير آخرون إلي جينات أخري تثبت أنوثتها..فهي قد
تبدل رأيها وهي في الهواء.. فتعاند وترفض دخول المرمي.. وتنحرف عن مسارها
دون سابق إنذار.. وفي أوقات كثيرة تكون ساخطة..ربما احتجاجاً علي هؤلاء
الرجال الذين لا يداعبونها بالرقة اللازمة ولا يسمحون لها بالنوم علي
صدورهم..وإنما يعمدون إلي لغة القوة والعنف فيركلونها بالأقدام.
وفي كتابه «مسالك المعني.. دراسة في بعض أنساق
الثقافة العربية» (دار الحوار، اللاذقية- سوريا، 2007)، يفكك الباحث
المغربي سعيد بنكراد استيهامات كرة القدم الجنسية والحربية من زاوية ضرورة
اللعب وعدم اقتصاره علي الأطفال، فاللعب تحرير لطاقة جسمية ونفسية لا يمكن
التحكم فيها بحالات الجد، وهو ما يطلق عليه أحيانًا الترويح عن النفس. كرة
القدم محاولة لتصريف مجموعة من الانفعالات بعضها آن وبعضها الآخر اجتماعي
وجمعي قديم.
ويري الباحث أن لعبة كرة القدم تعمل علي نقل العدوان
من حالته الحقيقية إلي ما يشبه البروفة، ومن هذه الإحالات ما يتعلق
بالذكورة والأنوثة ومفاهيم الارتواء الجنسي رمزياً. المشاهدة هي فعلٌ
استعراضي يؤدي فيه المشاهد دور المتلصص الذي يشبع رغباته بمشاهدة الآخرين
ينزعون ثيابهم استعداداً لممارسة فعل جنسي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال
إسقاط حالات إشباع افتراضية، فهي تستعيد بعض الطقوس البدائية التي كان
الناس يتقربون فيها من الآلهة من خلال تنظيم حفلات جنسية جماعية، ولذلك
تهتز الجماهير طرباً لتمرير الكرة بين رجلي الخصم وهو ما يسمي في المعجم
الكروي «بالقنطرة الصغيرة» ولها إيحاءات جنسية إخصائية.
وتملك كرة القدم حصانةً مذهلة في قلوب محبيها.. حصانة
هزمت قوانين ومراسيم ملكية: ففي عام 1349 ضم الملك إدوارد الثالث كرة
القدم إلي ألعاب «الحماقة التي ليست لها أي فائدة».. وهناك مراسيم ضد كرة
القدم ممهورة بتوقيع هنري الرابع في عام 1410 وهنري السادس في عام 1547..
ولكنهم كلما أمعنوا في حظرها كان الملعب يزداد امتلاءً بالجمهور العاشق.
كان ليوناردو دافنشي مشجعاً متحمساً.. ومكيافيللي
لاعباً ممارساً.. وفي عام 1930 كان ألبير كامو - المولود عام 1913-هو
القديس بطرس الذي يحرس بوابة مرمي فريق كرة القدم في جامعة الجزائر..وقد
اعتاد اللعب كحارس مرمي منذ طفولته؛ لأنه المكان الذي يكون فيه استهلاك
الحذاء أقل، إذ كان ابن أسرة فقيرة لا يملك ترف الركض في أنحاء الملعب..
وكل ليلةٍ كانت الجدة تتفحص نعل حذائه وتضربه إذا ما وجدته متآكلاً..
كان يفتوشينكو مدمناً في مراهقته علي لعب كرة
القدم..في الليل يكتب الشعر وفي النهار يلعب كرة القدم في الساحات
العمومية والأرض الخلاء، ويعود إلي البيت بسروال ممزق وركبتين داميتين.
صوت الكرة كان يبدو له أشد النغمات الموسيقية سحراً. كان دائماً يحس أن
هناك شيئاً مشتركاً بين كرة القدم والشعر.
الشاعر الفلسطيني محمود درويش قال إنه يستمتع بمشاهدة
كرة القدم ويعتبرها «أشرف الحروب».. وسبق أن كتب مقالاً عن مارادونا. أما
الروائي الأمريكي بول أوستر فقد اعتبر في مقالة قصيرة عن أبرز دروس
الألفية المنصرمة.. وترجمتها مجلة «الكرمل» أن هذه الرياضة هي «البديل عن
سفك الدماء» في الحروب الكونية.. ويدلل الكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو علي
قوة وتأثير كرة القدم فيقول في مقال له: «علي الرغم من أن المسألة سخيفة..
فإنك ستشاهد وتقدر للفور قوة كرة القدم كظاهرة اجتماعية، وذلك بأن تنظر
حولك في الملعب فقط.. بل وفي حياتك اليومية».. إنها قوة تتحول في لحظات
البطولات الحاسمة محلياً وقارياً ودولياً إلي قاطرة تسحب وراءها مختلف
فئات المجتمع.
الروائي البرازيلي باولو كويلو - المولود عام 1947-
كتب عن كرة القدم في مونديال ألمانيا.. أما المفكر الإيطالي أنطونيو
غرامشي فقد امتدح يوماً «مملكة الوفاء البشري هذه التي تُمارس في الهواء
الطلق».. كأن تلك الكرة أسمي أشكال وآمال طبقة البروليتاريا!
في أوائل عام 1994 قضي أسامة بن لادن ثلاثة أشهر في
لندن لزيارة المؤيدين والمصرفيين، وذهب لمشاهدة مباريات نادي الأرسنال
أربع مرات. وقبل أن يعود إلي السودان، اشتري لأولاده هدايا من محل الهدايا
بالنادي. وذكر بن لادن لعددٍ من معارفه أنه لم يشهد حماساً وعواطف جياشة
مثل مشاعر وعواطف مشجعي الكرة.
ويبدو أن مثل هذا التصور منتشر داخل تنظيم «القاعدة».
ففي شريط فيديو أفرجت عنه وزارة الدفاع الأمريكية، ظهر بن لادن وهو يتبادل
أطراف الحديث مع شخص آخر عن هجمات 11 سبتمبر أيلول، وتطرق الحديث إلي كرة
القدم مرتين. الأولي يتذكر فيها ما ذكره له واحد من أنصاره قبل عام من
أنه: «شاهدت في منامي أننا كنا نلعب مباراة لكرة القدم ضد الأمريكيين.
وعندما ظهر فريقنا في الملعب، كانوا كلهم من الطيارين.. وقد فازت
«القاعدة» في المباراة»!
وفي شريط الفيديو نفسه، أصاب بن لادن ورجاله عين
الحقيقة. فكرة القدم التي تعتبر في الولايات المتحدة تسلية للأطفال، تثير
في باقي أنحاء العالم عواطف ومشاعر جياشة لا تماثلها إلا مشاعر الحرب.
ربما لم يصبح بن لادن له أي ذكر في مجال كرة القدم،
فيما عدا أغنية ترددت أحياناً من مدرجات الأرسنال، تقول كلماتها: «هو
يختفي بالقرب من كابول هو يحب الأرسنال.. أسامة.. أوه أوه أوه»!
وعلي العكس من باقي الرياضات الأخري ـ بل علي العكس
من أية ظاهرة ثقافية أخري ـ فإن كرة القدم تتميز بمدلولها السياسي. فهي
تستخدم من قبل السلطات السياسية، وهي رمز للفوضي ولحكم الأقلية. وهي تؤدي
إلي انتخاب الرؤساء أو إسقاطهم، وتحدد الطريقة التي يفكر بها الناس، خيراً
أم شراً، بخصوص بلادهم.
وتحاول القيادات السياسية في كل مكان الارتباط بكرة
القدم. ففي عام 1986 اشتري سيلفيو برلسكوني وهو رجل أعمال متخصص في مجال
الإعلام ناديه المفضل ايه سي ميلان، الذي كان يكافح للتغلب علي فضيحة رشي
في عام 1979. وبحلول عام 1989 أصبح نادي ميلان ثرياً ومنظماً وبطلاً
لأوروبا. ثم أسس برلسكوني بعد ذلك حزبه السياسي الخاص «فورزا إيطاليا» وهو
شعار كروي يعني «إلي الأمام يا إيطاليا»، وأطلق علي مرشحي الحزب اسم الزرق
وهو اسم المنتخب القومي.. وفي عام 1994 انتخب رئيساً للوزراء. وفي النمسا،
حسَّن السياسي اليميني يورغ هايدر صورته برئاسة نادي كارنثن.
وفي البرازيل يرتدي السياسيون فانلات فريقهم المفضل
خلال الحملات. وفي بريطانيا حصلت مدينة هارتبول الإنجليزية علي حق انتخاب
عمدة. وفي أول انتخابات محلية رفضت المدينة مرشح حزب العمال وانتخبت بدلاً
منه تعويذة الفريق وهو رجل يرتدي ملابس علي شكل قرد ويتقدم الفريق في
مبارياته. ولكن ربما أفضل مكان لمراقبة تداخل كرة القدم والسياسة اليوم هو
الأرجنتين، التي فاز منتخبها القومي بكأس العالم مرتين، التي دخل اقتصادها
مرحلة ركود اقتصادي أسوأ من تلك التي تعرضت لها الولايات المتحدة في
الثلاثينيات.
ففي يوم ساده مناخ إنجليزي قاتم، زار المليونير
الأرجنتيني مورشيو ماكري جامعة أكسفورد البريطانية. ومثل برلسكوني في
إيطاليا، اشتري ماكري نادياً لكرة القدم يعاني من المشكلات هو بوكا
جونيورز في العاصمة بوينس أيريس، الذي أصبح لفترة من الفترات أفضل نادٍ في
أمريكا اللاتينية. ثم قرر ماكري دخول عالم السياسة، وكانت البداية
باختياره محافظاً للعاصمة بوينس أيريس..وبعد ذلك من يعلم؟
وعندما انهارت العملة الأرجنتينية، وتولي حكم البلاد
أربعة رؤساء في أسبوعين، اندلعت المظاهرت ضد السياسيين الأرجنتينيين
والنظام المصرفي وصندوق النقد الدولي. وهكذا تبلورت ظاهرة جديدة: بدأ
المتظاهرون في ارتداء فانلات المنتخب القومي الزرقاء ذات الخطوط البيضاء
وعليها عبارة «باستا» أي يكفي، مكتوبة علي الظهر. أعظم ظواهر المجد
الأرجنتيني: كرة القدم أصبحت تستخدم لإهانة المؤسسة الحاكمة وكرة القدم،
اقتباساً من التعريف الشيوعي، هي أفيون الشعوب، استخدمتها السلطات للتحكم
في الجماهير. فقد كانت تلتقط لبينيتو موسوليني العديد من الصور مع المنتخب
القومي الإيطالي لكرة القدم - أبطال العالم في عامي 1934 و1938. وتحول
المشهد التقليدي مع المنتخب القومي في شرفة قصره إلي مشهدٍ تقليدي يتكرر
في جميع أنحاء العالم.
غير أن النازيين في ألمانيا لم يتمكنوا قط من استخدام
كرة القدم لصالحهم، فقد كان يحيرهم دائماً النتائج غير المتوقعة لكرة
القدم. فبعدما خسرت ألمانيا 1-2 أمام سويسرا في عيد ميلاد هتلر عام 1941،
أصدر أوامر إلي غوبلز وزير إعلامه «بعدم تنظيم أيه مباريات رياضية عندما
تكون النتيجة محل شك». وعندما خسرت ألمانيا أمام السويد عام 1942 يتردد
أنه علق قائلاً: غادر 100 ألف الاستاد وهم يشعرون بالإحباط، وبما أن النصر
في مباراة كهذه أقرب إلي الناس من أن تغزو مدينة في الشرق، فيجب حظر مثل
هذه الأحداث لمصلحة المزاج الداخلي».
ولم يمض أكثر من شهرين حتي توقفت ألمانيا عن المشاركة في المباريات الدولية!
وعدد كبير من أفراد عائلة الرئيس الروماني سابقاً
نيكولاي تشاوشيسكو تبنوا أنديتهم الخاصة،
في حين أمر عدي نجل الرئيس
العراقي سابقاً صدام حسين بضرب وتعذيب أعضاء المنتخب القومي العراقي بعد
هزائم لحقت بالمنتخب في مباريات مهمة. أما رئيس الشرطة السرية في عهد
ستالين، لافرنتي بيريا الرئيس الشرفي لنادي دينامو موسكو، فكان يرسل لاعبي
الفرق المنافسة إلي سيبيريا. بل إن حزب العمال البريطاني في عهد هارولد
ويلسون، حمل هزيمة انجلترا المفاجئة في كأس العالم مسئولية هزيمة حزبه في
الانتخابات العامة في عام 1970 بعدها بعدة أيام.
الآن الحكام لا ينفردون دائماً باستغلال كرة القدم
لصالحهم. فمن السهل جداً أن تستخدمها الجماهير ضد الحكام، خاصةً في أماكن
قد تتضاءل فيها وسائل التعبير. فقد ذكر تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية
ظهر في عام 1999 أن «آخر مظاهر الاستياء العام تجاه الحكومة الليبية حدث
عندما اندلعت أعمال الشغب بخصوص ركلة جزاء في مباراة لكرة القدم في طرابلس
في 9 يوليو عام 1996».
في إيران تبدو كرة القدم أكثر أهمية، وقد سيطرت علي
البلاد في السنوات الأخيرة ما يطلق عليه «ثورة كروية». اندلعت الشرارة في
عام 1997، عندما هزم المنتخب الإيراني نظيره الأسترالي للتأهل لكأس العالم
1998. فقد اندفعت آلاف النساء إلي الاستاد الرياضي للمشاركة في
الاحتفالات، وفي احتفالات بالشوارع عبر البلاد، رقص الرجال والنساء في
الشوارع، وتحدت النساء تحذيرات الحكومة ومحظورات الملالي.
وبسبب كرة القدم، خاضت دول حروباً دامية.
ويتذكر العالم حرباً استمرت 100 ساعة قبل 40 سنة بين
دولتين جارتين في أمريكا الوسطي هما هندوراس والسلفادور وانتهت بكارثة:
أكثر من 4000 قتيل، معظمهم مدنيون، ومعهم 10 آلاف مشوّه و120 ألف مشرد،
ودمار مئات البيوت والمنشآت التي تزيد قيمتها اليوم علي ثمانية مليارات
دولار، وكله بسبب شرارة صغيرة من مطاط تقاذفتها الأقدام فوق عشب يوحي لونه
بالسلام.!!!!!!!
ربما تكون كرة القدم أفيون الشعوب، لكن دعونا نتذكر
الكاتب البرازيلي خورخي أمادو حين يقول: «أغبياء أولئك الذين لا يحبون كرة
القدم»!
انحيازٌ واضح من أديبٍ متمكن.
ولم لا؟ ففي نظر عشاقها فإن تلك الكرة منفوخة بالهواء الوحيد المتبقي في هذا الكون.
ولكن، ماذا عن كرة القدم في المحروسة؟
تلك بالتأكيد حكاية أخري شرحها يطول.
يارب الموضوع يعجبكم لأنى تعبت ف نقله ليكم بس بجد رائع وواقع لحياة بنعيشها لما رأيناه ف مباراتنا مع الجزائر وعلينا ان نعرف قد قامت حروب بسبب هذه اللعبة فيما سبق ذكره ف المقال فلنحذر من الاعلام ومن السياسين ودى اخرة اللى يمشى ورا حتت كورة !!!!!!!!
وفاء الحناوى
السبت أبريل 27, 2013 3:26 pm من طرف souTSina
» |• بالصور الرئيس الاسبق لجامعة الازهر يطالب رجال الاعمال بالاستثمار في سيناء|26|4|2013
الجمعة أبريل 26, 2013 7:09 pm من طرف souTSina
» |• بالصور وضع حجر الأساس لإقامة أول جامعة حكومية بشمال سيناء|25|4|2013
الجمعة أبريل 26, 2013 12:28 am من طرف souTSina
» |• شكاوي من حالات الانفلات الاخلاقي بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء|25|4|2013
الخميس أبريل 25, 2013 12:07 pm من طرف souTSina
» |• الاجهزة الامنية تضبط مقذوف شرق مدينة العريش|24|4|2013
الأربعاء أبريل 24, 2013 4:35 pm من طرف souTSina
» |• فريق كرة سيناوي يطلب المشاركة في الدوري الفلسطيني|23|4|2013
الثلاثاء أبريل 23, 2013 11:16 am من طرف souTSina
» |• بالصور ضبط 7 أفدنة مخدرات وأسلحة متنوعة في حملة أمنية بوسط سيناء|22|4|2013
الإثنين أبريل 22, 2013 3:55 pm من طرف souTSina
» |• الشرطة تتوصل لمعلومات ايجابية بخصوص المتهم بقتل الطالبة السورية بسيناء|21|4|2013
الأحد أبريل 21, 2013 12:53 pm من طرف souTSina
» |• وصول (٤) مدرعات شرطية متطورة لمدينة العريش|20|4|2013
السبت أبريل 20, 2013 4:43 pm من طرف souTSina
» |• الشرطة تنفي هروب المتهم بقتل الاسرة السورية بالعريش إلي غزة أو تركيا|19|4|2013
الجمعة أبريل 19, 2013 12:37 pm من طرف souTSina
» |• مقتل أسرة سورية داخل شقتها بمنطقة المساعيد بالعريش|18|4|2013
الخميس أبريل 18, 2013 2:09 pm من طرف souTSina
» |• سقوط قذائف صاروخية اطلقت من سيناء علي إيلات وإسرائيل تبحث الرد|17|4|2013
الأربعاء أبريل 17, 2013 3:22 pm من طرف souTSina
» |• بالصور ثلاثة قتلي و (١٤٤) مصاب علي الاقل في حادث مارثون بوسطن|16|4|2013
الثلاثاء أبريل 16, 2013 3:42 pm من طرف souTSina
» |• ضبط (٥٣) متهم واستعادة دراجة نارية مسروقة بسيناء|15|4|2013
الإثنين أبريل 15, 2013 5:28 pm من طرف souTSina
» |• ضبط عدد من المتهمين خلال حملة أمنية بشمال سيناء|14|4|2013
الأحد أبريل 14, 2013 3:40 pm من طرف souTSina
» |• تشغيل أول خط طيران بين العريش والقاهرة لنقل الفلسطينيين|13|4|2013
السبت أبريل 13, 2013 3:34 pm من طرف souTSina
» |• بالصور اقبال متزايد علي معرض الكتاب الاول بالعريش|12|4|2013
الجمعة أبريل 12, 2013 7:30 pm من طرف souTSina
» |• ضبط ألغام مضادة للدبابات ومتفجرات شديدة الانفجار جنوب العريش|11|4|2013
الجمعة أبريل 12, 2013 1:32 am من طرف souTSina
» |• مطار العريش الدولي يستقبل دفعة جديدة من المعتمرين الفلسطينيين|10|4|2013
الأربعاء أبريل 10, 2013 4:37 pm من طرف souTSina
» |• ضبط (٦١) قذيفة مضادة للطائرات بمدينة الحسنة بوسط سيناء|09|4|2013
الثلاثاء أبريل 09, 2013 4:35 pm من طرف souTSina
» |• بالصور ضبط قذائف صاروخية ومدفع وألغام وقنابل تابعة للقسام بسيناء|08|4|2013
الإثنين أبريل 08, 2013 4:12 pm من طرف souTSina
» |• بالصور محافظ شمال سيناء يشهد الاحتفال بيوم العطاء للمعاقين|07|4|2013
الأحد أبريل 07, 2013 3:48 pm من طرف souTSina
» |• ضبط دانات مدفعية ومعدات عسكرية بمدينة رفح الحدودية|06|4|2013
السبت أبريل 06, 2013 4:26 pm من طرف souTSina
» |• ضبط ضبط فلسطيني متسلل إلي سيناء عبر الانفاق الحدودية مع غزة|05|4|2013
الجمعة أبريل 05, 2013 9:15 pm من طرف souTSina
» |• ضبط فلسطينيان متواجدان في سيناء بصورة غير شرعية|04|4|2013
الخميس أبريل 04, 2013 7:41 pm من طرف souTSina
» |• بالصور تواصل أزمة الوقود بالشيخ زويد بسيناء ومطالبات بحل الازمة|03|4|2013
الأربعاء أبريل 03, 2013 4:35 pm من طرف souTSina
» |• تواصل أزمة المواد البترولية بمحافظة شمال سيناء|02|4|2013
الثلاثاء أبريل 02, 2013 1:31 pm من طرف souTSina
» |• بالصور رحلة مدرسية لطلاب المرحلة الابتدائية بالمراكز الشرطية بسيناء|01|4|2013
الإثنين أبريل 01, 2013 6:29 pm من طرف souTSina
» |• الحرية والعدالة يجري جولات ميدانية لحل مشاكل أهالي العريش|31|3|2013
الأحد مارس 31, 2013 5:51 pm من طرف souTSina
» |• تظاهرة سيناوية أمام منفذ رفح البري تضامنا مع الفلسطينيين|30|3|2013
السبت مارس 30, 2013 5:18 pm من طرف souTSina